الدول التي احتلت اليمن
📁 آخر الأخبار

الدول التي احتلت اليمن

اريخ اليمن تحت الحكم الأجنبي استعراض شامل للدول التي احتلت اليمن

يتمتع اليمن بتاريخ عريق وموقع استراتيجي فريد على مفترق طرق التجارة البحرية القديمة بين الشرق والغرب، وهو ما جعله محط أطماع ونفوذ العديد من القوى الإقليمية والدولية عبر العصور. إن فهم تاريخ اليمن الحديث والمعاصر لا يكتمل دون إلقاء نظرة متعمقة على الفترات التي خضعت فيها أجزاء مختلفة من البلاد لسيطرة قوى خارجية، والتي تركت بصمات لا تُمحى على التكوين السياسي والاجتماعي والثقافي للبلاد.
الدول التي احتلت اليمن
ما هي الدول التي احتلت اليمن عبر التاريخ؟ 
يهدف هذا الدليل الشامل، المُعد وفقًا لأفضل ممارسات تحسين محركات البحث (SEO) لعام 2025، إلى استعراض أبرز الدول التي احتلت اليمن أو مارست سيطرة مباشرة على أجزاء منه عبر التاريخ، مع التركيز على فترات الحكم العثماني والبريطاني. سنسلط الضوء على دوافع هذه القوى، طبيعة حكمها، امتداد نفوذها، وتأثيراتها الباقية، لتقديم فهم أعمق لتعقيدات تاريخ الاحتلال الأجنبي لليمن وتأثيره على مسار البلاد حتى يومنا هذا.

لمحة عن القوى القديمة وتأثيرها المحدود

قبل الدخول في فترات الاحتلال الأجنبي الأكثر تحديدًا وتأثيرًا في العصور اللاحقة، من الجدير بالذكر أن موقع اليمن الاستراتيجي جذب اهتمام قوى قديمة، وإن كان تأثيرها المباشر أو "احتلالها" بالمعنى الدقيق للكلمة محدودًا ومؤقتًا في كثير من الأحيان مقارنة بفترات لاحقة.

  • الرومان (Romans): على الرغم من عدم احتلالهم المباشر لليمن، أظهر الرومان اهتمامًا كبيرًا بجنوب الجزيرة العربية بسبب تجارة البخور والتوابل الثمينة. تشير المصادر إلى حملة عسكرية رومانية بقيادة أيليوس غالوس في عهد الإمبراطور أغسطس (حوالي 25-24 قبل الميلاد) بهدف السيطرة على طرق التجارة، لكن الحملة واجهت صعوبات هائلة بسبب البيئة الصحراوية ومقاومة القبائل المحلية، وانتهت بالفشل دون تحقيق أهدافها في السيطرة المباشرة. ظل التأثير الروماني غير مباشر ومقتصرًا على العلاقات التجارية.
  • الأحباش (المملكة الأكسومية - Aksumites): تمكنت مملكة أكسوم (في إثيوبيا وإريتريا الحالية) من بسط نفوذها واحتلال أجزاء من اليمن على فترات متقطعة، أبرزها في القرنين الرابع والسادس الميلاديين. كان دافعهم الأساسي هو السيطرة على طرق التجارة البحرية ومنافسة الإمبراطورية الفارسية. أشهر فترات حكمهم ارتبطت بشخصية أبرهة الأشرم، الذي حكم اليمن كنائب للملك الأكسومي وحاول غزو مكة (كما ورد في سورة الفيل في القرآن الكريم). انتهى الحكم الحبشي في اليمن على يد الفرس الساسانيين.
  • الفرس (الإمبراطورية الساسانية - Sassanids): تدخل الفرس الساسانيون في اليمن في القرن السادس الميلادي بناءً على طلب من بعض الزعماء المحليين (مثل سيف بن ذي يزن) للتخلص من الحكم الحبشي. نجح الفرس في طرد الأحباش وأقاموا حكمًا فارسيًا، حيث تم تعيين ولاة (مرزبان) لحكم البلاد. استمر هذا الحكم حتى ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي ودخول اليمنيين فيه طواعية، مما أنهى السيطرة الفارسية.

هذه التدخلات القديمة، رغم أهميتها التاريخية، لم تترك نفس الأثر العميق والمستمر الذي تركته القوى التي سيطرت على اليمن في العصور الإسلامية والحديثة، وعلى رأسها العثمانيون والبريطانيون.

الاحتلال العثماني لليمن: حضور متقطع على فترتين

شهد اليمن فترتين رئيسيتين من الحكم العثماني المباشر، تخللتهما فترة من الاستقلال الذاتي تحت حكم الأئمة الزيود. كان دافع العثمانيين الأساسي هو تأمين طرق التجارة في البحر الأحمر والمحيط الهندي ضد التوسع الأوروبي (خاصة البرتغالي)، وتأكيد سيادتهم كخلافة إسلامية على الأماكن المقدسة في الحجاز والطرق المؤدية إليها.

1. الفترة العثمانية الأولى (1538 - 1636 م)

بدأت هذه الفترة بعد نجاح العثمانيين في السيطرة على مصر والشام والحجاز. ومع تزايد خطر التوسع البرتغالي في المحيط الهندي والبحر الأحمر وتهديدهم لطرق التجارة والموانئ اليمنية (مثل عدن والمخا)، قرر السلطان العثماني سليمان القانوني بسط نفوذه على اليمن.
  • الدوافع: مواجهة الخطر البرتغالي، تأمين طرق التجارة البحرية، تأكيد السيادة العثمانية على المناطق الساحلية الهامة (خاصة تهامة والموانئ)، واستغلال موارد اليمن (خاصة تجارة البن التي كانت مزدهرة).
  • طبيعة الحكم والامتداد: تركز الحكم العثماني بشكل أساسي في المناطق الساحلية والمدن الرئيسية مثل زبيد، المخا، وعدن، وامتد نفوذهم شمالًا ليشمل أجزاء من المرتفعات بما في ذلك صنعاء في بعض الفترات. واجه العثمانيون مقاومة شديدة ومستمرة من الأئمة الزيود في المرتفعات الشمالية، الذين رفضوا الاعتراف بالسيادة العثمانية وخاضوا حروبًا طويلة ضدهم.
  • الإدارة والتنظيم: قسم العثمانيون المناطق التي سيطروا عليها إلى ولاية (إيالة اليمن) وعينوا ولاة (باشاوات) لإدارتها. حاولوا فرض نظامهم الإداري والضريبي، لكنهم واجهوا صعوبات كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة، التركيبة القبلية المعقدة، والمقاومة المستمرة.
  • النهاية: أدت المقاومة الشرسة بقيادة الأئمة الزيود (خاصة الإمام المؤيد بالله محمد والإمام المتوكل على الله إسماعيل)، بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية والإدارية والفساد، إلى إضعاف الحكم العثماني تدريجيًا. تمكن الإمام المؤيد من طرد العثمانيين من صنعاء والمرتفعات، ثم أكمل الإمام المتوكل طردهم من بقية المناطق التي سيطروا عليها، لتنتهي الفترة العثمانية الأولى عام 1636 م، وتدخل اليمن مرحلة من الحكم الذاتي تحت سيادة الأئمة القاسميين.

تركت هذه الفترة بصمات معمارية وإدارية في بعض المدن، لكنها اتسمت بالصراع المستمر وعدم الاستقرار.

2. الفترة العثمانية الثانية (1849/1872 - 1918 م)

عادت الإمبراطورية العثمانية لتبدي اهتمامًا متجددًا باليمن في القرن التاسع عشر، مدفوعة بعوامل جيوسياسية جديدة.
  • الدوافع:
    • الاحتلال البريطاني لعدن (1839): شكل استيلاء بريطانيا على عدن تهديدًا مباشرًا للنفوذ العثماني في المنطقة وأهمية استراتيجية متزايدة لليمن.
    • افتتاح قناة السويس (1869): زادت أهمية البحر الأحمر كطريق تجاري عالمي حيوي، وسعى العثمانيون لتأكيد سيطرتهم على سواحله الغربية (الحجاز واليمن) لمواجهة النفوذ الأوروبي المتزايد.
    • ضعف الدولة القاسمية: كانت الدولة الزيدية في المرتفعات تعاني من صراعات داخلية وضعف، مما شجع العثمانيين على التدخل.
    • سياسات التنظيمات العثمانية: رغبة الدولة العثمانية في تحديث إدارتها وتأكيد سيطرتها المركزية على ولاياتها.
  • طبيعة الحكم والامتداد: بدأت العودة العثمانية بالسيطرة على منطقة تهامة الساحلية عام 1849، ثم توجت بحملة عسكرية كبيرة تمكنت من دخول صنعاء عام 1872، معلنةً تأسيس "ولاية اليمن" مرة أخرى. تركز الحكم العثماني هذه المرة بشكل أكبر في شمال اليمن (اليمن الأعلى)، بما في ذلك صنعاء والمرتفعات الوسطى وتهامة. لم يتمكنوا من بسط سيطرتهم الكاملة على جميع المناطق الجبلية النائية أو على المناطق الجنوبية التي كانت تحت النفوذ البريطاني.
  • المقاومة الزيدية مجددًا: كما في الفترة الأولى، واجه العثمانيون مقاومة عنيدة من الأئمة الزيود (خاصة الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين وابنه الإمام يحيى حميد الدين) الذين رفضوا الحكم العثماني المباشر وسعوا لاستعادة استقلال المرتفعات. خاض الإمام يحيى حروبًا طويلة ضد العثمانيين.
  • اتفاقية دعان (1911): أدت المقاومة المستمرة والتكاليف الباهظة للحملات العثمانية إلى توقيع اتفاقية دعان بين الإمام يحيى والدولة العثمانية. اعترفت الاتفاقية بحكم ذاتي واسع للإمام يحيى على المناطق الزيدية في المرتفعات الشمالية، مع بقاء السيادة العثمانية الاسمية وإدارة العثمانيين للمناطق الأخرى (مثل تهامة).
  • النهاية: انتهى الوجود العثماني الفعلي في اليمن بهزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عام 1918. انسحبت القوات العثمانية، وأعلن الإمام يحيى حميد الدين استقلال مملكته في شمال اليمن (المملكة المتوكلية اليمنية).

تركت الفترة العثمانية الثانية تأثيرات أكبر، خاصة في إرساء بعض الهياكل الإدارية الحديثة في الشمال، ورسمت بشكل غير مباشر الخطوط الأولى للحدود بين شمال اليمن (الذي حكمه الأئمة لاحقًا) وجنوبه (الذي بقي تحت النفوذ البريطاني).

الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن: عدن والمحميات

بدأ التواجد البريطاني في جنوب اليمن بشكل مختلف عن التواجد العثماني، حيث تركز في البداية على نقطة استراتيجية واحدة هي عدن، ثم توسع نفوذه تدريجيًا ليشمل المناطق المحيطة بها عبر نظام المحميات.

1. احتلال عدن (1839)

كان الدافع البريطاني الرئيسي هو تأمين الطريق البحري الحيوي إلى الهند، خاصة مع ظهور السفن البخارية التي احتاجت إلى محطات للتزود بالفحم على طول الطريق.
  • الأهمية الاستراتيجية لعدن: موقعها الفريد على خليج عدن بالقرب من مضيق باب المندب جعلها ميناءً طبيعيًا مثاليًا ومحطة استراتيجية للسيطرة على مدخل البحر الأحمر.
  • الذرائع والاحتلال: استغلت بريطانيا حادثة تعرض لها ركاب سفينة هندية ترفع العلم البريطاني قبالة سواحل عدن عام 1837 كذريعة للتدخل. وبعد مفاوضات فاشلة مع سلطان لحج وعدن، قامت القوات البريطانية باحتلال عدن عسكريًا عام 1839.
  • مستعمرة عدن (Aden Colony): تحولت عدن إلى مستعمرة تدار مباشرة من قبل بريطانيا (في البداية تحت إدارة حكومة الهند البريطانية، ثم كمستعمرة للتاج البريطاني). شهدت عدن تطورًا كبيرًا كميناء عالمي مزدهر ومركز تجاري وعسكري بريطاني هام في المنطقة، خاصة بعد افتتاح قناة السويس.

2. المحميات الغربية والشرقية (Protectorates)

لتأمين محيط عدن وحماية مصالحها من التوسع العثماني أو نفوذ القوى المحلية الأخرى (مثل الأئمة الزيود)، بدأت بريطانيا في عقد سلسلة من المعاهدات مع السلاطين والمشايخ والأمراء في المناطق المجاورة لعدن، والتي أصبحت تُعرف بـ "المحميات".
  • طبيعة الحكم: كان الحكم البريطاني في المحميات (التي قسمت لاحقًا إلى محمية عدن الغربية ومحمية عدن الشرقية - حضرموت والمهرة) حكمًا غير مباشر. احتفظ الحكام المحليون (السلاطين والمشايخ) بسلطتهم الداخلية على قبائلهم ومناطقهم، بينما تولت بريطانيا مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاع، وقدمت لهم الدعم المالي والمشورة السياسية (عبر مستشارين بريطانيين).
  • الأهداف البريطانية: ضمان ولاء الحكام المحليين، منع أي قوى أخرى من التغلغل في المنطقة، الحفاظ على الأمن والاستقرار بما يخدم مصالحها في عدن والطريق البحري.
  • التوسع التدريجي: توسع نطاق المحميات تدريجيًا ليشمل معظم مناطق ما يُعرف اليوم بجنوب اليمن، من باب المندب غربًا حتى الحدود مع سلطنة عمان شرقًا.
  • التطورات اللاحقة: في ستينيات القرن العشرين، ومع تصاعد الحركة الوطنية المطالبة بالاستقلال، حاولت بريطانيا دمج عدن والمحميات في كيان واحد هو "اتحاد الجنوب العربي"، لكن هذه المحاولة واجهت مقاومة شديدة.

3. المقاومة ونهاية الاحتلال البريطاني

منذ بداية الاحتلال البريطاني، وُجدت أشكال مختلفة من المقاومة، سواء كانت قبلية متفرقة أو لاحقًا حركات وطنية منظمة.
  • ثورة 14 أكتوبر 1963: اندلعت ثورة مسلحة ضد الوجود البريطاني في جبال ردفان، بقيادة الجبهة القومية للتحرير (NLF) وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل (FLOSY).
  • الكفاح المسلح: امتد الكفاح المسلح ليشمل عدن والمناطق الأخرى، وشهد عمليات فدائية ومواجهات عنيفة ضد القوات البريطانية والسلطات المحلية المتعاونة معها.
  • الاستقلال (1967): أدت شدة المقاومة والتغيرات السياسية الدولية إلى إجبار بريطانيا على الانسحاب. في 30 نوفمبر 1967، تم إعلان استقلال جنوب اليمن وتأسيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية (التي أصبحت لاحقًا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).

استمر الوجود البريطاني في جنوب اليمن لأكثر من 128 عامًا، وترك تأثيرات عميقة على البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، وساهم في رسم الحدود التي شكلت لاحقًا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

تأثيرات الاحتلال الأجنبي وإرثه في اليمن

تركت فترات الحكم العثماني والبريطاني تأثيرات وإرثًا معقدًا ومتشابكًا على اليمن لا يزال ملموسًا حتى اليوم:

  • رسم الحدود الحديثة: ساهمت اتفاقيات ترسيم الحدود بين الدولة العثمانية وبريطانيا في أوائل القرن العشرين، وخطوط النفوذ التي رسمتها القوتان، في تشكيل الحدود السياسية بين شمال اليمن وجنوبه، والتي استمرت حتى تحقيق الوحدة عام 1990، ولا تزال أصداء هذا التقسيم حاضرة في الديناميكيات السياسية الحالية.
  • تأثيرات على البنية السياسية والإدارية: أدخل العثمانيون بعض الهياكل الإدارية المركزية في الشمال، بينما أرسى البريطانيون نظامًا مختلفًا في الجنوب يعتمد على الحكم غير المباشر في المحميات والحكم المباشر في عدن. هذه الاختلافات في التجارب السياسية والإدارية كان لها تأثير على مسارات التطور المختلفة بين شطري اليمن.
  • التنمية الاقتصادية غير المتوازنة: شهدت عدن تطورًا كبيرًا كمركز تجاري وميناء عالمي تحت الحكم البريطاني، بينما ظلت العديد من مناطق المحميات أو مناطق النفوذ العثماني تعاني من الإهمال أو التنمية المحدودة التي تخدم مصالح القوة الحاكمة (مثل التركيز على زراعة القطن في أبين أو البن في بعض المناطق).
  • تعزيز الانقسامات الداخلية: استغلت القوى الخارجية أحيانًا الانقسامات القبلية والمناطقية والمذهبية القائمة في اليمن لتحقيق أهدافها وترسيخ نفوذها، مما قد يكون قد ساهم في تعميق بعض هذه الانقسامات.
  • إرث المقاومة والحركات الوطنية: شكلت فترات الاحتلال حافزًا قويًا لنمو الوعي الوطني وظهور حركات المقاومة والتحرر التي لعبت دورًا رئيسيًا في نيل الاستقلال وتشكيل الدولة اليمنية الحديثة بشطريها.
  • التأثيرات الثقافية والاجتماعية: كان هناك بعض التأثير المتبادل في المجالات الثقافية واللغوية والاجتماعية، وإن ظل محدودًا نسبيًا في كثير من المناطق بسبب طبيعة الحكم والمقاومة.

فهم هذا الإرث المعقد ضروري لتحليل الوضع الحالي في اليمن وتحدياته المستمرة.

ملاحظات ختامية: تعقيد المصطلح والتاريخ

من المهم عند الحديث عن الدول التي احتلت اليمن، إدراك تعقيدات المصطلح والتاريخ:
  • "الاحتلال" مقابل "الحكم" أو "النفوذ": لم تكن جميع فترات السيطرة الخارجية متماثلة. تراوحت بين الاحتلال العسكري المباشر (مثل عدن)، والإدارة المباشرة كولاية ضمن إمبراطورية (مثل اليمن العثماني)، والحكم غير المباشر عبر المحميات والمعاهدات.
  • الاختلاف الجغرافي: نادرًا ما خضع اليمن بأكمله لسيطرة قوة خارجية واحدة في نفس الوقت. غالبًا ما كانت السيطرة تتركز في مناطق معينة (الساحل، الشمال، الجنوب) بينما بقيت مناطق أخرى مستقلة أو شبه مستقلة (مثل المرتفعات الزيدية في كثير من الفترات).
  • الدور المحلي: لعبت القوى المحلية (الأئمة الزيود، السلاطين، المشايخ) دورًا محوريًا، سواء في مقاومة القوى الخارجية أو التعاون معها أو التنافس فيما بينها تحت ظلها.
التاريخ ليس بسيطًا، وفهم تاريخ اليمن تحت الحكم الأجنبي يتطلب قراءة متأنية للسياقات المختلفة ودوافع جميع الأطراف.
الخاتمة: لقد شكل الاحتلال والحكم الأجنبي جزءًا هامًا ومؤثرًا في تاريخ اليمن الطويل والمعقد. من التدخلات القديمة للأحباش والفرس، إلى فترتي الحكم العثماني المتقطعتين اللتين ركزتا بشكل كبير على تأمين طرق التجارة ومواجهة النفوذ الأوروبي، وصولًا إلى الحقبة البريطانية التي رسخت سيطرتها على عدن والمحميات الجنوبية لأكثر من قرن، تركت كل قوة بصماتها على الأرض والمجتمع اليمني.

إن دراسة الدول التي احتلت اليمن تساعدنا على فهم تشكيل الحدود الحديثة، والتنوع في التجارب السياسية والإدارية بين شمال وجنوب البلاد، وإرث المقاومة الوطنية، والتحديات المستمرة التي تواجه اليمن اليوم. وبينما يظل التاريخ مجالًا للنقاش والتفسير، فإن فهم هذه الفصول الهامة من ماضي اليمن هو أمر ضروري لاستيعاب حاضره وتطلعات شعبه نحو مستقبل مستقر ومستقل ومزدهر.

تعليقات